2016-06-08

نص مزدوج بين الشعر والنثر للشاعر عبد المطلب عريب والمبدعة سميرة بولمية


بقلم : عريب عبد المطلب و سميرة بولمية

نص مزدوج بين الشعر والنثر
للشاعر عبد المطلب عريب والمبدعة سميرة بولمية..ذات صيف..جميل..حيث الغواية والهواية..والبحر...والجنون العاقل..

أوشام مــاري على جداريـة جبــران

هـَذيْ الحبيبةُ لمْ تكـنْ تهوَاكَا...فلـمَ اتخذت إلــى العتاب مـداكا.؟

ولِمَ اهتديتَ الى الضلالَـة عاشقًـا...أظننتَ نفسَـكَ نَاسِكًـا ومَلاكـَا..؟

هََذيْ الأميـرةُ..والجميلةُ..لي أنَـا...قالتْ أحُبّكَ...يَا أنَا أهوَاكا

قالتْ أحبّـُك ..والقصائدُ ليْ أنـا...مَنْ يَـا تُرى فيْ العالمينَ سِوَاكا.؟

قالتْ ّأحُبّكَ والجنُونُ..ودَمعَـتي...رَسمـَتْ عَلى وطــنِ الوفَـاء وفاكَـا

بَاحـتْ بحُبّ عبقريّ..سَاقنــيْ...نحـوَ المـــدَى..لألامِـــــسَ الأفـلاكَا

أدمَنـتُ حُبّك فاستباحَ دواخلــيْ...ومَلئتُ كأسِيّ منْ رَحيـق شذاكَـا

حلّقتَ كالأطيار فَـــوقَ مدائنِـي... أسلمـتَ للقمرِ البديْع ضيَاكَا

سافـرت َحيث ُالنور يرسلُ جنّة..حيـثُ الفضيلة والنـدَى يَر عاكـا

أوشام ُماري هَا نقشتهَا..موعدًا..وحفرت ُعشقيّ من جنونِ صفاكـَــا

كفكفْ دُموعَك يا خليلُ عنِ الهوَى...إنّـيْ كَفـرتُ مشاعريْ..وهـَـوَاكَا

هَـذا العَريْبُ..البُّرجَــوّيُ..أحبّنِي...مَاعُدتُ أعشقُ يَا عَريبُ سِواكَا

أسلمـتَ قلبيّ للمحبّةِ...والوفَــا..عَطّـرتُ مِـنْ عَبقِ الصَفاءِ سَمَاكا

جُبـرانُ يَا حِبّ النوارسِ يَا..أنـَا..أنّي نقشتُ عَلى الكُهُوفِ هَواكا

مَاريْ..وطيـرُ الحبّ يصدَحُ في دَمي..أعشقــــتِ جبرانَ هُنـا وهنَــاكا.؟

يا مُهجـةَ القلبِ النديَّـة يَـا..أنا..أقسمـتُ أنيّ لنْ أُحِبّ سِوَاكَا

هلْ يقبـسُ التاريخ يشهد ُثورتـي...ويـردّدُ التاريـخُ..مَا أحلاكا؟

الحبُّ والنـورُ..والنوارسُ والمدَى...رسمتْ عَلى جَســدِ الجَمَـالِ رُؤاكا

ورسمتُنِي والبحرُ يمشط خصلتِـي...ويُداعـــبُ الأمْــوَاجَ فـيْ مرآكـا

يَا فارسَ البحرِ المسافر فيْ..أنا..كيفَ الهـروبُ وها هنَـا لقياكـا.؟

لَـمْ يـذِو غصنُك يَا خليلُ..فربّما..صَادفتَ فـيْ سَعَفِ النخيل أناكا

ابحثْ هنالِك فـي تمور..نخيلهَـا...تَجـدِ الفَـلاة..بسكْــرَة..تلقاكا

هذيْ الطيُورُ البيضُ فيْ أعماقنَـا...تَهِـبُ الجمَال تنَاغمًـا وحِـرَاكا





(( أوشام " ماري " على جدارية " جبران " )) بجنون سميرة بولمية


كنت اتصور اني زيزفون ناعم يفوح قرب اشجار المران عند الظهيرة في حقــــــول
" هولدن لن " واني حين ساكتب عن السنابل التي لاتنحني لعواصف الخريف سيفتح " لوركا " أبواب بحاره لنوارس قلبي فأرفع الغطاء عن أسرار " قينوس " وتفاحة " نيوتن " و الوقواق الذي قسم الليل بكرياته النحاسية .. وانه سيصير من حقي التحكم في سهام الأغاني التي ستخترق خنادق الأرض المخبئة في حناجر الأبدية ..
تهدمت اسوراه التي كانت تحجب شمس الحقيقة .. لم يعد حارس رايـات القبيلة .. صار يختبىء في معابد الأسود كي لايراه نحل المدينة ولم تعد جلبة الصلاء تخيف نمل وعصافير القتيلة .. الخطيئة التي لم اقترفها جعلتني انظر جيدا في وجه الطفل النائم على تفاصيل وجه " ريتسوس " لهذا رحـت افتش في تقاسيـم مـرآة العناد عن الشبه الصغير الذي يقربني من زوايا بورتري الغريبة فشربت من كأس
" آنا اخماتوفا " .. كنت آظن انني اقلد امراة نزعت الأشواك عن ظهرها كي تنام على مسامير غير الدهر فتنكسر على صخرة صبرها كل رياح الفجيعة.. واني حين ساتعود على رائحة القهر ساصلي ليس من اجل انا وحدي لكن من اجل كل الذين كانوا معي هناك في برد بارد و تموز لاهب !.. كنت افضل " اراغون " في الصيف .. كنت احب ان اتكلم بلغة النار عن خصال الأيلنغ في جذور بحيرات الماء حتى ازرع حصى بيضاء لا تاكلها العاصفير وحتى احلم بالآلى ء المدفونة في اعماق البحار وهي تراقص عرائس المرجان التي تزيــــــــن راسهــا بأكاليـل مــن المــاس والميموزة و البنفسج .. ففي تلك الليلة التي اشعلت فيها مصباحا صغيرا تمكنت من قراءة قصيدة الضباب المعلقة على جدران وجهه الحالك و رؤية آثار دمه الساجد على رمال الهاجرة ودموع عصاه العابسة .. صعدت السلالم الطويلة على مرأى
" فرانادوا رابال " كي اختبىء في بئر كي لا اسمع عويل آلات الترومبيت الكبيرة فتحولت الى معلقة الجنون التي اسكتت جسد الوحدة الممدة فوق ثرى الظلام .. ولما وقفت لاحصد غبار الأسئلة سقطت تحت ابهامي العاجزة مرايا البحر و تراتيل السماء الثامنة فصار " صموئيـــل بيكيت " يعلم اني امضي بخطوة ثابتة دون انتظار اي احد ! .. وعندما بكيت كي يغفر لي الليلك والكبار ذنوبي التي اقترفتها حين كنت اسبح مع الغيوم في تلك المياه الشريدة كان عجوز " بابلو نيرودا " يعرف الطريق الى حجر قلبي الذي لم يعد يدرك الطريق الى مبتغى حدقة الرماد ..
عشت الدقيقة بثلاث دقائق .. والساعة الضريرة صارت بعشر ساعات و الشهر الذي ابتلع حتى خفايا الرمل صار في نظري حوت كبير لايشبه الشهر يشبه المارد المتمرد على قضبان السجون و السنة التي لم تنطق ببنت شفة غطتها تجاعيد الصمت فصارت كعجوز داست عليها عجلات قطار ضرير .. لهذا تصورت انني سآكل آخر حبات قمح العمر داخل قبو " بورخيس " على ضوء المغيب المتسلل عبر البياضة واني لن اتوقف عن التفكير في قوس قد تكون لي هدفا ؟ .
وصرت اعلم انه على طول السقوط اللامع سيف واسع لم اكن اريد ان اتخلص من اوجاع ظلي المنكسر على حافة سهم غيابه لهذا دفنت حقيبة الذكريات في صدر " بيار ايمانويل " كي اسمع انين " الشاعر في الجحيم " و اشهد عرس انتقام " أورفيوس " وهو يحاول ان يقطع أوردة النهار المربوطة الى احشائه الملطخة بالدم الأسود !!..
افترشت ريش زمان ومكان " جاك بريقير " حتى ألمح انهار الوقت وهي تمر امام قبور ذكرياتي فانسى وعوده لي قرب شجرة الرمان و وعودي له تحت ظلال شجرة الدموع التي رأته وهو يسلخ الضوء المنبعث من شرنقة الفراشة في مرجة أحلامي على مرآى أصابعنا التي كانت تعانق نرجس الأشواق في حدائق الشوق
و الحرير .. وكانت تخطر لي افكارا كبيرة وانا اقلب صفحات قلب " بول ايلوار " تحت نقاب الندى و السماء على شفتيه تحرك تباريج الجرح الذي تركت له حفنة من تراب الصبر و القليل من ماء الأمل حتى لاتفنى جذور اوجاعه و لا تعطش زهوره في أغوار السنين القاتمة .. كان دائما يذكرني بالصرخة التي حافظت على الجدار المتين ولم تتركه يفقد حجارتــه الثمينة وجعلني اتمسك اكثر بأساطير الأقحوان وبملحمة الزنابق وبالخيط الذي جعلني اقرب اليه من حبل الوريد ! .
وكنت اشعر انه لم يتبق لي الا ساعة واحدة فقط لإصلاح ما رضرضته زوابع المنفى وانه حين سيبحث عن عشــي على خريطة ذكرياته سيجدني في قصر
" ميلوس " انتظر عودته كما انتظر عودة احصنة السنوات القادمة ..
كم آمنت ان في برسيم صوته حومان عصافير تطرد هموم الجفاف لأنه دلني على " رينه شار " فتأكدت انه دون مساكة الفجر احيانا قد يتوقف القلب عن التسبيح في حضرة الحمراء الأولى .. ودون بلاسم ملائكة السماء ماكان الماء في دمي قد شفــي من عضـــة الثلــــج ولدغة الجمر ولعنة القحط و الترحال .. وماكنت قد صعدت جبل الظلام حافية القدمين حتى لن أصير مذاق الثمرة الآثمة !! ..
ولما اطفئت عواصف الحزن السراج قرب سريري منعني الخجل ان اقول له
" اناهي " ! حين سألني " اين هي " ؟ كان " طاغور" يهدهد المغيب في مهب تلك العشية وهو يرتدي معطفي الأخضر.. كان السراج قد انطفأ لهذا نمت على ركبتي الحسرة الغامقة ولم اكن اعلم انني ساستيقظ ذات ربيع على عزف كمان
" جبران " مبللة بندى الجلنار !! ..
المسافة التي انحنت لها سهام ظلمة الخوف قربتني من خفايا محرابه المعطر بصندل الصدق وبتراتيل صافات الصفاء .. و المساحة التي أهدتني تاجه المرصع بفيروزج الأمان زرعت في زهوة صفائها بذور أمنية ارجوانية فنبتت زنابق الكلام الآخر !..
رفع سماء احلامي الى سماء أشعاره فالتقينا في فسحة البوح قصيدة مزبرجة بزمرد الشوق و بعقيق اللهفة .. ونشر أشرعة بحاره فوق سفن الذاكرة فاهتدت قبرات دهاليز صمتي لنور دعاء الماء في حلق مربع الجرح ..
تنهدت ارضه في مواويل رمادي فحاولت ان احرك اوتار كينارة قلبي بانامل وردة مهربة من حدائق العمر كي اتخلص من كل تجاعيد الخريف فادركت بان لآلىء البحر قد التقت مع سنابل البرج كي تحول كل انهار الوقت الى قصة قصيرة تختصر كل جسور اللقاء فيتحول الكون الى غيمة شعر كبيرة .
تمسكنـي شجرته الوارفة من حراق ظلي .. اتمسك باجنحة شختورته الخضراء .. يقودني سحر مزاميره الى خفايا تلك المرجة الخرافية ترصع جنية البهاء جبيني الشاحب بشموعه الأرجوانية .. ينطفىء خواء الظلام ويسكت كل شيء .. تسكت حتى الدموع في عيون بحيرة البكاء ولايبقى الا صوت غناء اصابعه الممدودة الى عنق الرجاء ..
بينــه وبين المطر حكاية مبللة بعرق الرمان ، وبينه وبين العواصف برازخ من نار وجلنار ، وبينه وبين قسم السوابح قلب يرف لرؤية فراشاتي المبطنة برحيق نظراته العسلية .. مد جلول سواعده كي لاتسقط كرة الكريستال من جيب احلام
" ماري " .. تركض خلفه اسراب خمائل الصيف تحاول اللحاق بنيسم النسيم المخبىء في جيب انفاسه المعطرة بعبير الميدوزا وبرحيق كبرياء الأديلويز.
فتحت ابواب مدينتي القديمة لرعشة الزلزال و لرقصة النار و البركان حتى تفر من دهاليز وحدتي اشباح الأحزان .. دخلت خيمة صلاته المغطاة بعباءة سماء زرقاء ففرشتها بدرر بحار الجان وبخرتها بشربين الشهد و الوفاء ..
كنت اظن انه لايمكنه ان يقسم المستحيل الى شطرين .. وان اهاليل دموعي قد تغرق زمزريق افراحه المتزمل بأغصان الصبر.. وان فرسه الأبيض سيتعثر بحجر الجرح .. وان محرقة الجمر ستجعله يتراجع عن فكرة اعادة قراءة ألواح الأرجوزة القديمة ..
ولد بساحات الفتوحات وفي فمه مفتاح قلعة الشمس المحصنة برماح الف فارس .. فولد في كفه كرز مهرتي .. عبر السرداب المؤدي الى مشاعل دهشته غصت في ايمائية منمنمته .. ثلاثمائة الف سوسنة في حدائق افكاره ، وخمسمائة الف فراشة في فراديس اشعاره .. وعلى ارضه التي تحولت الى سجادتي الخضراء تجلس انهار بوحي المكسوة بدمقس الأقحوان تتامل شرفاته الصدفية اللون التي تطل على قمر بنفسجي يرتدي غابات فضية وفي يده اماني حقول سنابلي الذهبية ..
كنت اظن انه من الصعب تكسير اظافر ضباع الخوف .. وفتح باب في جدار البحر .. و الخروج من متاهة الضياع .. وتشريد أمواج الصحراء .. وردم حفر الخراب .. وغلـق كل تلــك النوافذ في وجه نواح غربان الأسى ونباح كلب الظلام ..
.. كنت اظن ان اشعة الشمس لن تدخل أبدا حقول ضفائري الطويلة وانه كلما اطفئت شمعة في بئر العمر اشعلت شمعة في دير الحزن ..
كنت اظن انني ساقلب لوحدي تراب احواض الذاكرة ، واحفر لوحدي مغارات السنين الغابرة ، واقرأ لوحدي أوراق الفجاج البعيدة ، واني سامضي لوحدي الى شتاء القفار الباردة ، واكتب لوحدي وصيتي الأخيرة ، و أضيء لوحدي قناديل الأمل لمواسم الماغنوليا و الياسمين ورعي الحمام .. واشرب لوحدي في فنجان قهوة الصباح كل تلك الأصوات الطالعة من حفيف أوراق الذكريات .. و احرك لوحدي اشرعة دورة الملح و المر و العسل في ساقية الأيام ..
آن له ان يعرف انني امسكت بفرسه الأبيض خارج اسوار قلعة الغسق وان الفرق الوحيد بينه وبين المطر .. المطر يكتب قصائده بمداد محبرة السماء وهو يكتب قصائده بمداد محبرة السناء ..
قال لي : " المسافة القريبة قد تتعبنا !!.. "
قلت له : "صار بحوزتي عقد ماس الأمان
وصار بحوزتك عقد جزيرة الخلاص .. "
واتفقنا على ان " الجود ان تعطي ما انت اشد اليه حاجة منك الى غيرك ! " ..
قال لي وهو يفرك لؤلؤ البهاء فوق مفرش الحكاية : " الفرق بينك وبين زهرة الأقحوان .. انها زهرة .. وانك زهرتان .. وانك احلى مليون سنة وعشرين عام ..))
قلت له : " ساكتبها باحرف من نــور ونار علــى أشـــــواك الجسور المستحيلة :
" حبي وشم على جدارية ملاك يدعى جبــــــران !!.. " ))
** سميرة بولمية **

2016-06-07

من ذا الذي؟

الدكتور : بغورة محمد الصديق

من ذا الفتى الذي انتظرته...
من ذا الفتى الذي أعجبنا 
من ذا الفتى 
من أين أتى 
كيف لم تدمره الطير غير الأبابيل 
كيف 
وأمهلته حتى تجاوز المنعطف
كيف لم تدهسه العجلات بالصدف 
كيف ؟ 
كيف حقق معجزاته بهاذي السهولة 
هو ذا بيننا 
هو ذا واقف كفكرة مقدسة: 
بهي البسمة رقيق الظل ندي الحرف 
يوزع الحلوى على الصغار وعلى عاشقاته وعاشقيه سوسنا
من ذا الفتى أظنه ... 
لست واثقا من أنه ...
من ذا الفتى الذي انتظرته... 
يا لخيبة الظنون


قبل الطوفان


قصة : بغورة محمد الصديق

كلماتنا خفنا عليها، فقلناها
لتموت فتدفن في رحم الأيام
فتولد كلمات
أبهى
أجدى
أحلى...
الريح لم تزل كما كانت في براءتها الأولى، وحبات المطر لم تتجاوز حدود لحنها الطفولي رغم مخاوف الأصحاب. ظنوا بأن الريح ستلد عواصف لا محالة والمطر طوفانا. لذلك لم تتسرب الشكوى إلى عمق الشابة يوما، خاصة وهي تسعد كل لحظة بنغم خفي معهود صار جزءا منها ومن كل أشيائها. حتى جدارها الأبيض الذي أحاط بيتها المهيب، كادت تسمعه وهو يتباهى بنصاعته. لم يكن فيه شيء يعكر بياضه ليبقى النهار كبقية الأيام هادئا تماما هدوء ليلها الذي لم يفسد رحابته لون آخر. لكن بقدر سعادتها لهذا السيل المنتظم الذي تتوالى به الأيام كانت تحس أن لونا ما ينقص الصورة.في جيبها الأيسر خبأت صورتها بإحكام بعد أن تأملت تفاصيلها كأنما هي تراها لأول مرة ثم تمتمت: البيت جذاب أكثر هذا الصباح، وكالعادة لا بد من نظرة تمسح المكان للتأكد من بقاء النقاء على عهده، وسلامة البياض الذي يصل حد القداسة في عرفها الموروث. لكن ما عساها تقول الآن وقد رأت ما لم تر من قبل أبدا فهذه القداسة تخدش وهذا البياض يشوبه لون آخر مختلف تماما ؟.تساءلت في حيرة:" ألم تشعر قبل لحظات أن شيئا ما لا بد سيحدث"؟ وصح ما توقعت. خطوط ودوائر مبهمة بألوان عدة قد اخترقت حرمة البياض وشوهت نصاعته العتيقة، فما العمل؟لم تحاول تأمل أو فهم ما أضحى مكتوبا، نطق عمقها بيقين معتاد لا يرقى إليه ريب: ما هذا إلا عبث طفل أو حسد حاسد.ومرة أخرى حثت الخطى رتيبة محسوبة إلى حيث يجب في مثل هذه الحالات. عند بائع الأصباغ وبعد إشارة خفيفة خفية منها سأل الشاب الوسيم باحترام: الأبيض كالعادة ؟ ابتسمت وهي في عجلة من أمرها: نعم..يعطيك الصحة.في الغد خيّم على المكان كله صمت ثقيل لم ينسجم مع النضارة التي عاد إليها الجدار مرة أخرى.حتى الأشجار لم يتحرك فيها غصن ولا لحن. أقلقها هذا الشعور الجديد وتساءلت فجأة عن سر ما حدث أمس من امتزاج للخوف والارتياح، وها هي الآن ورقة في المهب. مرّ الليل كوابيس، ولم يحن الغد إلا بعد ترقّب قاس. كانت خطواتها نحو المخرج متعثرة، وبسرعة متلهف إلى محبوب جرت نحو جدارها. لم تفاجأ وتفاجأت، بل عجزت عن تحديد حقيقة حالها. مرة أخرى تخترق الغرابة عالمها، لكنها تفضل الآن حل شفرة المكتوب. كانت الحروف واضحة. هل سرّت حينها ؟ لماذا تأوهت إذن وهي تحدث الإسفلت الأصم: وماذا قيل أمس في حروف الجدار؟ فردد الصمت ببرودة صارمة صداها، لكنها قالت في إصرار: ليكتب من يكتب ولسوف أكتب أيضا. أحس البائع بشيء من الحرج حين قدم للشابة اللون الأبيض دون استئذان لكن الزبونة فاجأته: من فضلك أي لون تشاء إلا الأبيض.ثم أردفت كأنما لتطمئنه: لا بأس..لا بأس. الدنيا ألوان. كان الرعد يدوي إلا أن لعبة الكلمات شغلتها عن كل شيء، و كادت السيول أن تأتي على المدينة بأسوارها وجسورها وكل ما فيها إلا أنها تجاهلت الأمر بجميع تفاصيله دفعة واحدة وسقطت الجدران غير أن لعبة الكلمات استمرت. القصّة صارت جزءا من وجدان المدينة، غير أنّ خيال الصغار المولعين بالإنشاء كان يحلو له دائما بأن يضيف بعد رواية الحكاية : "سقطت كلّ الجدران غير أنّ الكلمات ظلت واقفة".

دلالات الشيئية في (موج الظنون) لـ القاص محمد الصديق بغورة


بقلم : السعيد موفقي / قاص و ناقد

الفكرة التي وصلت إليها في هذه القراءة لمجموعة (موج الظنون) اختيار السارد لموضوعاته بدقة و معالجتها لم تكن مجرد عرض أفكار و خواطر بقدر ما كانت تعبيرا حقيقيا عن موقف إنساني و تحليل مشاهد و سلوكات يرفضها العقل و يمقتها منطق الأشياء ، عبّر عن ذلك بلغة بسيطة امتزجت فيها الواقعية بالمجاز في كثير من المواضع ، تدفع المتلقي إلى تقديرها بدراية و نباهة و حذر ، تجنب فيها السارد مواضع اللبس و ترك مجال التأويل و التحليل عملية اختيارية للمتلقي مع إبقائه على قدر كبير من العلاقات الحوارية المهذبة .
مدخل

يبدو الأمر فلسفيا في التساؤل عن (الشيئية) و قد يكثر استعمال بعض الألفاظ لما تحمله من دلالات تصلح أن تكون رمزا مرة ، و تفسيرا مرات ، و يصبح لدى البعض ميزة خاصة ، يوظفها الكاتب أو الشاعر بنيّة التعبير أيضا ، و كان لابد من التعرف على كلمة (شيء) كما اقتضته الضرورة اللغوية ، و لابد من التعرف على المعنى الثاني لها كما اقتضته الضرورة الابداعية في مختلف السياقات و الصيغ ، و لذلك فقوله تعالى :(ليس كمثله شيء) لنفي دلالة المشابهة ، أو في قول القائل (شيئا فشيئا) للدلالة على التدرج و الانتظام ، فإنّ مفهوم هذه الكلمة تحدده الجمل و التراكيب التي تضمنتها و الأغراض التي رسمها الكاتب أو الشاعر بعيدا عن دلالتها المعجمية ، فأحيانا تصبح صورة الحقيقة مفهومة من دلالة اللفظة داخل هذا السياق ، و الصورة الذهنية التي يتركها لفظ "شيء" قد تساهم في بنائه جملة التراكيب القبلية و البعدية غير أنّها تبقى نسبية الدلالة ، لأنّ المتلقي يشارك العملية البنائية ما تبقى من جزئيات غائبة قد تكون مقصودة لذاتها ...فكثير من النصوص التي تعتمد الأساليب الصريحة أو المجازية في ربط المعاني و تكثيفها يأتي من هذا القبيل ، و نلاحظ لزوم صورة هذا اللفظ "شيء" تتكرر بصيغ مختلفة و أحيانا متشابهة و لكنّها تحمل دلالات مختلفة انطلاقا من المفهوم الذاتي Compréhension subjective الذي تتعدد مقاصده من الجانبين ، قراءة الكاتب ومدركات المتلقي ، ولعل القارئ يتساءل لم التركيز على لفظة "الشيء" ؟ ببساطة هي قراءة لمجموعة قصصية للقاص محمد الصديق بغورة الموسومة بـ " موج الظنون " الصادرة عن منشورات الاختلاف / 2006 ، لفت انتباهي ما ورد فيها من قراءات مختلفة للواقع و الذات و أحيانا سخرية حادة من سلوكات مختلفة و متناقضة في حياة الأفراد و المجتمعات ، اعتمد في طرقها على أدوات بسيطة لكنّها تتطلب التركيز و الوقوف عند مجمل معانيها بتتبع أجزاء الصور و المشاهد التي لا تلتقي دفعة واحدة ، و توزيعها في تفاصيل نصوصه محسوب بأسلوب تقريري يعتمد التعميم لا التخصيص .

دلالة لفظ(الشيء) في مجموعة (موج الظنون) :

تتضمن هذه الجملة (وحين عبثت الريح بكل شيء)(01) إسنادا حقيقيا للحدث في علاقة العبثية بعموم معنى "شيء" ، لم يصرح السارد بخصوصية الدلالة أي العاقل وغير العاقل ، و من المؤكد "بكل شيء" نفي الاستثناء و سقوط قرائن التصنيف إلا من مدركات مشتركة بين السارد و المسرود له ، و هي علاقة موضوعية و طبيعية ، عادة لا نلقي بالا بما نقول فتأتي صياغات مختلفة تعبر حقيقة عن تراكمات الذات وتضيف جزئيات أخرى ، و إذا نظرنا إلى عتبة عنوان المجموعة الرئيس "موج الظنون" نكتشف مدى حرص السارد على تبليغ فكرة / المنطلق تتوزع بين مجموع قصصه الأخرى توزيعا محسوبا ، فـ "موج الظنون" تشبيه مقلوب و التقدير المعقول "الظنون موج" و الحالتان تأخذ كل منهما دلالة مزدوجة نفسية / عقلية وهو ما يسمى عند البلاغيين بإضافة المشبه إلى المشبه به ، و من هنا فالشيئية في هذا السياق تتضمن شيئية الموج و شيئية الطنون ، و ستبقى هذه القرينة قارة كلازمة متجددة المعاني محددة الدلالات ، و الإنسان شيء متضمن في هذه الشيئية بكل تأكيد ، و الدليل استحضاره لرؤية الأشياء بمنظار واقعي يستند إلى الحركة و السكون ، خضع للرمزية أكثر منه إلى الواقعية (كان أعجب ما استحدث في حياتنا : يحرك الأشياء كلها)(02) ففعل الحدث ورد بمعنى طلب التجديد في كلّ شيء ، و هي تمثل "رؤية فكرية وجدانية انفاعلية و شعورية لعالم الأشياء و التفاصيل و الجزئيات من منظور إنساني و عصري و مثقف "(03) ، و تأكيده لنشاط الحركة (كلّها) ، مثير للتعجب من أمر غير متوقع (كان أعجب) ، هل هي المفارقة التي تكشف عن منظور إنساني نوعي و هو الأمر الذي يجعل المتلقي عنصرا فاعلا في البحث عن الحقيقة المشتركة بينه و بين السارد ، و مجمل ما يرد في النص إشارات و علامات موزعة بتفصيل متتال عادة تنتهي صوره بمواقف مختلفة و متباينة بالرغم مما يحاوله السارد من التوفيق بين رؤيته وبين رؤية الآخر ، يظل مجال التساؤل و التفكر قائما على حدود " الوضع النفسي الذاتي و الموضوعي للتجربة ، و مستجيبة في السياق ذاته للحال الإنسانية المعذّبة "(04) التي دوما ترتكز في تفكيرها على ما يسمى بـ الالتباس/الحادث ، و يشكل القلق أحد أهم هذه الالتباسات ، و تعميق النظر في طبائع الأشياء يثير تساؤله ككل مرة ، ما الشيء الذي يكون مثله ؟ و فيم ؟ (يغيظه أنّه " كمثله شيء" و أنّه فان مع "كل من عليها فان")(05) ثلاث فواصل بين هذه الحدود علاقة المشابهة بينه و بين الشيء الذي لم تحدد طبيعته و من هنا فلفظ (شيء) في هذا التركيب يفيد التعميم، فقوة الإشارة تكمن في دلالة اللفظ ضمن هذا السياق و كل سياق تحكمه مجموعة من المؤثرات الذاتية و الموضوعية ، و لفظ (يغيظه) يعكس رغبة باطنية ، و هي رفض المماثلة (كمثله) ، فإعادة بناء المعنى في هذه الجملة اقتضته حالة شعورية خاصة قد نعتبر هذا السلوك اللغوي من الوجهة البلاغية تنشيطا جديدا للمتلقي بصورة قديمة/ جديدة ، تبدو مألوفة و لكنها تعزف على هذه الألفة المغرية ، و في أكثر من نص في هذه المجموعة يستمر أسلوب السارد على هذه الوتيرة مكثفا للمعنى مختزلا للفظ منشغلا بلفظ (الشيء) معتبرا إياه قالبا منتجا و دالا على كثير من الصور و المشاعر التي تحمل دلالات أخرى لم يبح بها السارد للمتلقي واعتبر العلاقة الحقيقية بين ما تصوره و ما يتوقعه متروك للآخر ، يقدره بما يمتلكه من أدوات حاضرة و فاعلة (قال لي : لا بأس ، كل شيء على ما يرام)(06) قد نفهم من هذه العبارة بلوغ حدّ الرضا وإنّ العالم الذي تحققت فيه هذه الرغبة تبدو عامة و لكنّها ذات خصوصية ، فمجازا أطلق الكلّ (كلّ شيء) و هو على مستوى ذاتي لا أكثر ، و أراد الجزء وهو الكون الحقيقي الذي يشعر به دون سواه و بدا عاما (كلّ شيء) و من هنا فالتعميم حادث لأسباب موضوعية و مقصود لذاته و معلوم أنّ الاسم ليس كالفعل في دلالات الألفاظ و التراكيب و الجمل باعتبار الابتداء بالاسم ليس كالابتداء بالفعل لاعتبارات زمية ووصفية و اقتضت الضرورة أن يكون محمول الجملة الفعلية أوسع من الجملة الاسمية لسكون هذه الأخيرة و حركية الأولى ، و فضاء الأولى أرحب من حيث قابلية القراءة و التحليل و التقدير و حتى الاستمرار ، بينما قد يكتنف بعض التراكيب عند استعمال (شيء) الغموض في الصورة و التعقيد في التركيب (و أحسست بلذة و أنا أستسلم شيئا فشيئا للنعاس)(07) دلالة (الشيء) في هذا التركيب (شيئا فشيئا) تبدو بسيطة وواقعية باعتبار النعاس و الاستسلام و اللذة ظواهر طبيعية ، لكن اجتماعها في هذه الوضعية له دلالة أخرى قد لا يقصدها السارد نفسه ، و تحمل معنى الانتقال من وضعية إلى أخرى ، و من الوعي إلى اللاوعي ، و للاستسلام صور أخرى عبّر عنها السارد بتوظيفه للفظة (شيء) مرة أخرى (لكني لم أقو على شيء)(08) ، نفهم من هذه العبارة اتخاذ السارد موقفا معينا كما لو أنّ الضعف بات أمرا مسلما به في الحالات الطبيعية و غير الطبيعية ، و مقاومته عملية صعبة ، ليس من السهل إدراكها ، و لذا نلاحظ اجتماع كل القدرات ، ضعفا وقوة ، تطابقا و تناقضا ، النفسية منها و الذهنية باعتبار الحالة الشعورية التي تهيمن على هذه الصور و الأفكار و المواقف منبثقة من ذاتية السارد و خلفيته الفكرية و الاجتماعية و التفسية ، و هي مستويات تسحب على جميع النصوص التي وردت في هذه المجموعة (موج الطنون).

خلاصة:

الفكرة التي وصلت إليها في هذه القراءة لمجموعة (موج الظنون) اختيار السارد لموضوعاته بدقة و معالجتها لم تكن مجرد عرض أفكار و خواطر بقدر ما كانت تعبيرا حقيقيا عن موقف إنساني و تحليل مشاهد و سلوكات يرفضها العقل و يمقتها منطق الأشياء ، عبّر عن ذلك بلغة بسيطة امتزجت فيها الواقعية بالمجاز في كثير من المواضع ، تدفع المتلقي إلى تقديرها بدراية و نباهة و حذر ، تجنب فيها السارد مواضع اللبس و ترك مجال التأويل و التحليل عملية اختيارية للمتلقي مع إبقائه على قدر كبير من العلاقات الحوارية المهذبة .
هوامش
(01)- موج الظنون / قصص محمد الصديق بغورة / منشورات الاختلاف / ط 01 – 2006 ، ص 10.
(02)- المصدر نفسه : ص 11
(03)- التجربة و العلامة القصصية ، رؤية جمالية في قصص (أوان الرحيل) لعلي القاسمي أ.د محمد
صابر عبيد عالم الكتب الحديثة ط 1 ، 2011 ، ص: 103
(04)- المرجع نفسه : ص 107
(05)- موج الطنون : ص 12
(06)- نفسه ص 18
(07)- نفسه ص 19
(08)- نفسه ص 19

عيسى بن محمود


عيسى بن محمود

سيرة ذاتية
عيسى بن محمود من مواليد 1968 باولاد دحمان - الجزائر- قاص  صدر له:
الشليطة تغمر المدينة مجموعة قصصية
رحيل مجموعة قصصية
مهتم بالفن التشكيلي.
 
اجهاضات قصيرة
إجهاض أول:
لم تعهد البلدة ذاك, شامخا برأسه تداعب أهدابه السحب , استقدمــــوه و أوثقوه بعدما وثق بإخلاص فيهم, رفع الأسود المخصي المدية عاكـــــسة وهج الفضاء , أهوى فعلى الثغاء و نحر فنزلت الدموع مالحة طعم القـلوب  و تسامت الروح إلى حيث المطر .
مضت السنة قحطا و الأخرى, سبعا عجافا متتاليات, لم تعهد البلدة ذاك.
إجهاض ثاني:
شوهد في المطار , اشرأبت إليه الأعناق , حدقت فيه العيون, تناقلــــــت خبر تواجده الصحف و كتبت عنه الجرائد و حضرت إلى عين المكــــــــان التلفزة.
- قدم من بلد أجنبي
- يعمل سفيرا
- يعمل أميرا
- يعمل وزيرا
- بل هو ممثل شهير
وحدها إذاعة محلية تنبهت: انه ليس سوى عربي جميل.
إجهاض ثالث:
و فتح المصراعين أخيرا, يدفع بما حمل أمامه و يلاقى بالتقــــــــبيل و العناق, ثالث و رابع و ألف..
كتلة من بقاياهم تتقدم و تتقدم,  يظهر خلفها و قد أنهكته و امتصت عصارة حياته سيدة البقايا, دافعا بيد متوكئ بالأخرى , باحثا بعينيه ذات اليمـــــــين و ذات غيره , لم يتعرف إلى أحد من المنتظرين في المطار و لم يتــــعرف احد على هذا الـ بقايا إنسان.
إجهاض رابع:
ادلهمت و اسودت و احمرت بزرقة حالكة , صعد و أعلـــــــــــن بعد نحنحته المعهودة موعد الإفطار,
مالت الزرقة الحالكة يمينا و الحمرة شمالا و تلاشى السواد بسيوف أشعــــة الشمس,
- اح..اح.. أيها الناس اللي يسمعكم بالخير و العافية
خرجت الأفواه و الشدوق ملأى تتساءل عن هذا النبأ العظيم
-امسكوا..امسكوا..لازال موعد الإفطار بعيدا.
إجهاض خامس:
لم يعد يهتم أكثر بالأمسيات و الندوات , الشعر لا يطعم, هو الرقيق اللطيف الحنون سيبيعهم حليب أطفال , سيتعاطف مع الفقراء ,
الأدراج ملأى  و القلب هوى
الأدراج نصف ملأى و الصندوق هواء
الأدراج هواء و الصندوق هواء  و القلب فؤاد شاعر.
إجهاض سادس:
دعكته العجوز جيدا بالمرهم الذي أحضره والده من الخارج
الجدة تحسن تقويم الظهر
في الغد كان اللباس قد التصق تماما و رائحة الغراء تزكم الكل.
 

طقوس الغضب
لا داعي للنظر إلى موطئ القدم،فالذي أمام عينيك يشعرك بالغواية ،يأخذ بك إلى ما بعد النظر،يأسرك تشكل الأمواج،تقترب أكثر تجاه الشاطئ،تداعب الرمال رجليك في نعومة،علمها البحر احتضان الوجود،لم تعد تدري كم مر عليك بالمكان،العمر هنا امتداد أسطوري ،لا فرق بينك وبين الإنسان الأول،عناق الطبيعة للجمال مسح من قلبك كل ضغينة وعن بصرك كل مشين،الشاطئ بكر يجعلك طينة أولية،إحساسها الوحيد التماهي مع المكان،أنت تلقي بالتحية على الجميع دون أن تحرك شفتيك،والكل يردون دون أن تتحرك شفاههم أيضا،يكفي فقط التقاء النظر ليشعرك بتبادل التحية .
لم تخل بطقوسك هذا المساء،نزولك إلى الشاطئ في نفس التوقيت الذي تودع فيه الشمس صفيحة الماء،وترك العنان لرجليك ملامسة الرصيف بهدوء،الأضواء تشعرك أن شيئا غريبا سيحدث،لونها مع هذا الغروب فاقع،الناس في عجلة،لا أحد منهم يحدث أحدا يتحركون بسرعة في اتجاهات مختلفة،وكأنهم فقدوا وجهتهم المعتادة،حاولت إرسال التحية لا أحد منهم نظر في وجهك،لم تستطع الاقتراب منهم،دبيب الحركة يشعرك بالخوف،تحاول قراءة الملامح،لكنك لا تستطيع تبينها.
خلوتك تحتضنك هذه الليلة في وحشة،طقوس جديدة لم تعهدها تحدث في كل مكان،كل الغوايات الهادئة غادرتك،تجعدت ملامح هذا المكان الذي يهينك بصمت،لملمت رجليك الممددتين في تثاقل….
قال الراوي انك خرجت تبعد بكلتا يديك أسراب الناموس،أزبد البحر بحمرة وعلا صراخ عاهر مع الموج،مرة أخرى تحاول تبين الملامح،الكل في ثياب مبللة تلتصق بأجساد مشوهة،أخذت كل الأعين تشع بلون احمر باهت،صخب الموج يعلوه تارة صوت تهاوي الأشجار،وأخرى تمتمات لم تتبينها،البحر،الموج،المدى،الأرصـفة
الأصوات من كل مكان ومن كل الأشياء واللا أشياء ,الأشجار،التلال الجبال،الو هاد الحب،البغض السأم،المتعة اللحظة انطبقت وتماهت الأشياء.
قــــــال الراوي انك لبست لون الصدأ لما اعتلى المكان معلنا طقوس الغضب، في خشوع التف حول عرشه الذين ابتلت أجسادهم وأخذت الوفود في المرور أمام شموخه، تقدم وفد الذين اصهروا أنوثة الصحراء للبحر:
- يا سيدي عكاشة¹، يا من عتق مد الموج بصهوة الرمل، صفها لنا يا سيدي لنفتديها…
اجترت المسفات نفسها لما انتفخت أوداجه:
-كانت تمشي في سلام,
 تقدم وفد الذين أغرتهم طهارة الملاك فاطفأوا الأضواء،قالوا:
- يــــا سيدي عكاشة ،أيها الشامخ شموخ "ايدوغ"² أنت الذي وسمت زبد البحر بالبياض صفها لنا سيدي،ما لونها،أفارض هي أم بكر؟
 مددت المسافات المجترة نفسها:
-كانت تمشي في سلام
 احنوا رؤوسهم وانتحوا،
تذكرت صخب النغمات الفاجرة التي صدتك عن حاضرك الأسر لما تقدم وفد الذين تكر شوا:
- جئنا نفتديــها يا سيـدي عكاشة مثلما افتدينا غيرها،ما كانت تثـــير الأرض ولا
تسقي الحرث, قل لنا فقط كم ندفع مع ارتفاع كل موج؟
تململ في شموخه، استطالت اللحظة ،قال:
-كانت تمشي في سلام
تتالت الوفود ،الذين نزعوا للنخلة خلخالها ثم استباحوها،الذين استعر شوا،الذين باعوا شبق النخل بمسوق الرحيل. قال الراوي إن سيدي عكاشة أمر الذين ابتلت ثيابهم والتصقت بأجساد مشوهة أن يجمعوا كل القطيع إلى ثلة الصخر،وانه مدد رجليه في الماء وتوزعته الموجة التي صدمت الشاطئ،وانك من قام ببناء ضريحه،وانك وحدك من رأيته يختفي في المدى متسربلا موجة متوكئا على نورسة مدهمة البياض،وانك من يومها لم تعد أنت.
 ..¹-شاطيء ببلدية شطايبي –عنابة –وبه ضريح
..²أعالي السلسلة الجبلية عنابة

 
قصة تحت الطلب
تحمست للفكرة كثيرا’ بل وراحت ترسم أفاق الفرح الذي سيرتسم على محيا صديقتها’ طلب منها أن تخبرها عن رغبته في خطبتها ’ و لم يكن لها أن تتردد ’ تعرفه منذ مدة و لا يمكنها رفض طلبه  فهو صديق و هي بدورها تقدر الصداقة التي هي بمنزلة الأخوة, و تعرف صديقتها  بتفاصيل ألامها  و أمالها و أحلامها و مكامن طيبتها , ترى كيف سيرتسم الفرح على محياها ’ كيف سيعلو وجهها الخجل الأنثوي البريء حينما تخفض رأسها و تنسدل تلك الخصلة من الشعر على عينيها و تقول لها:
-هو قال لك ذلك؟
راودتها تلك الصور و هي تهم بإخبار صديقتها:
-كما سبق و أخبرتك ’ إنه يلح على موافقتك ’ انه شاب طيب حنون و متخلق, أعرفه منذ مدة’ سأكون في غاية الفرح و أنتما تقترنان معا ’ ستشكلان أسرة رائعة’ ..أكيد’ آه لكم أهفو إلى ذلك اليوم الذي تلبسين فيه فستان العرس ’ سأزغرد ملء الفضاء ’ انه ينتظر ردك ’ هل أنقل إليه موافقتك؟
– اسمعي يا بنت الناس انا معنديش وين يقيلي الزاوش ..*
– صديقتي لم افهم..
– اذهبي و إياه إلى اللارجعة ..لا تكلميني بعد اليوم ’ أنا هنا للدراسة و ليس للمواعدة..
– لكن فهمتني خطأ’
-رأسها مرتفعا و شعرها قد انتفش للأعلى و قد اتسعت أحداقها و بدت العينان بارزتان إلى خارج البؤبؤ:
–انصرفي من وجهي ’ لا أريد رؤيتك بعد اليوم
- جرت أحزانها و هذا الجرح الغائر و عادت أدراجها ..و كنت قد وصلت إلى هذا الحد بالقصة لما ألحت في إرسالها عبر الايميل و رحت أفكر في العنوان الذي لن يكون إلا : قصة تحت الطلب.
* أضيق من أن يجد طائر الزاوش مكانا عندي للقيلولة
 
خارج التجنيس الأدبي
يتقدم منه ، يضرب أخماسا لأخماس ، ربما يخاله مسؤولا حكوميا:
- كهرباء ماكو، ميه ما كو، الأسعار نار ، زين شو نسوي يعني؟
فصل بينهما فوج من التلاميذ كانت إحدى المدارس قد تنفستهم لتوها ، فلم يعد يصنع حركة الشارع هاته الأيام غير هذا الشهيق و الزفير للمدارس ، تستنشق هاته الأكباد صباحا فتصنع جزرا في الشوارع ثم لا تلبث حتى تزفرهم زمرا كمد بشري نشط ، يكسر جو الوجوم الذي ساد ، يلتفت نحو الرشيد بعد ان أوصلته خطاه الى هذا الشكل الدائري المقارب للمسجد حيث كان التمثال يصنع المشهد:
- مترف بالتاريخ أنت يا رشيد ، و باذخ بالحضارات ، لم يغمض لك جفن ، حجارة بنيانك صفحات لصعود تارة و كبوات تارات أخرى ، ترى هل يتأتى لجادة أخرى غيرك أن تكون عينا على التاريخ ؟ أن تكون بكل هذا الوقار؟
تتطاول الشوارع المهجنة بينما تصر أنت على إبقاء بيوتك منخفضة بشموخ ، حتى تتيح للتاريخ أن يتوزع الهواء فوقها مداعبا أسطحها ، يعزف لحنا شجيا على تلك التشكيلات الرائعة لشبابيكها و دربزيناتها مكررا مطلع القصيد بتلك الشناشيل الموغلة في الإنتماءات .
هواؤك يختلط فيه صياح المتظاهرين مع همهمات المنددين و المحتجين ، الكل يأتي إليك ليحتكم عندك فتسمع صوته لمن اراد بصمتك الناطق و هدوئك العاصف.
حتى الذين جاءوا ليهتكو ا سترك بكاميراتهم جاعلين من آياتك خلفية لصورة تبحث عن السبق ، اراك تبتسم لهم و هم يعرون جسدك بأضوائهم لأنك تعلم أنك باق و أنهم مارون ، أسعدتهم اللحظة لكنهم زائلون ، و أنت تعرف و هم لا يعلمون.
تتعرج أو تمتد الشوارع دونك ، بينما تتكيء أنت على الكرخ و الرصافة ، لتعرج مبتسما لدجلة ، فتخجل من جلالك ، فتروح مستترة ببعض أشجار النخيل و نظرها لا يحيد عنك كما العاشقة تستتر وراء سجب
*        *      *
مربتة على كتف احمد ملوحة باليد الأخرى:
- زين ..سلام
وانصرفت بخفة و رشاقة ، بعدما أدت واجب الإطمئنان ، و تركتنا في صمت بائس للحظات، الحضور الأنثوي هبة ربانية لنا نحن الذكور لننتشي ببهاء حضورهن،تجد الواحد منا يعمد إلى تلطيف ألفاظه و هو يحادثهن ، لن يثنيك لا السن و لا الشهادات و لا المسؤوليات عن الإنسياق وراء المتنفس الذي يصنعه حضور الأنثى ، الأنثى الأم ، الأخت ، البنت ، الصديقة، الزوجة أمام الكل يضمحل الأنا الذكوري فيصير وديعا مسالما ، أن تتنمر أمام المرأة عليك أن تستبدل قلبك بمضخة آلية لا تهفو و لا ترتجف ، و لا يمكنها ادعاء وقار زائف.
*       *      *
كانت الرمال تتشكل ثم تعيد الكرة مبطئة جنازر الحركة ، لتمنح بغداد فرصة التأهب لما هو آت ، تابعنا يومها آخر مسؤول حكومي يواصل استنزاف اللحظة عبر البث الحي، إلتفت على وقع هدير - علجية- خلفه مباشرة تتمادى في التقدم ، قد يكون حسبها في الإلتفاتة الأولى ماجدة من الماجدات ، لكن خرطومها مغاير و حركتها أكثر
رشاقة ، هم العلوج إذن ، وصل المغول ، وصل التتار، و صل العلوج ، و انتهى دور المسحراتي.

أكتب


شعر : محي الدين حليلو


إلى الذين يكتبون ( ولا يستوي الطين المخلوط بالماء كالطين المخلوط بالحبر)

أكتب سنسمي باسمك مدرسة
لا بل سنسمي باسمك بعض مدارسنا
ونسمي باسمك بعض شوارعنا
........ طبعا حين تمــــــــوت........
وحبيبتك أيضا ستسمي باسمك أول مولود
........ طبعا من رجل آخر .......
الوفد الرسمي يزور مدينتكم
وفتاة في عمر الورد ترمي قبرك بالورد
أكتب باسم الله وباسم الشعب
لكنا نفرض أنك تكتب باسم الحزب
لا تضجر إن يوما مسحوا بحروفك بعض زجاج السيارات
فانك تكتب من أجل التنظيف
تكتب من أجل تحريف التحريف
سيقول البيض بأنك أسود
ويقول السود بأنك أبيض
لكنك أنت
لا يمكن إلا أن تصبح أنت
وتعيش كما أنت
وتموت كما أنت
سيبيع الأطفال ( ككاوا) ملفوفا بحروفك
من قال بأنك لا تكتب للأطفال.؟

قراءة في شجر الغواية لمحمد حربي


بقلم : زكريا نوار

زكريا نوار
إن ما يكتبه الشاعر محمد حربي يثيرني جدا، فلا أجد مناصا من أن ألطخ بياض ورقي بسواد حبري، لعلي أصل معه إلى تجربة الذروة كما سماها كولن ويلسن، إن نص الغواية من القراءة الأولى يجعلك تغرق في بحور العرفانية لكبار المتصوفة.
إنها تجربة فريدة من نوعها، النص في قمة الشاعرية والتكثيف، يمكنني أن أحكم عليه أنه ديوان كامل تم ضغطه ليكون نصا واحدا. سنظلمه حين نقول عنه أنه جميل.
في المقطع الأول يقول عن نفسه المتماهية مع شيء آخر لا يمكن تحديده بالضبط، أنه لا يوجد في أي مكان، لماذا؟ لأن ما كتب في كتاب أو كتعبير شارعي على جدار يتحول من لحظته إلى ماض وهو لا يمكن أن يكون تاريخيا ينتهي في لحظة الميلاد إنه المستقبل والاستشراف:
ليس من طبيعتي الحديث
عن الماضي
أنا صيرورة التراب
بين النار والعدم
بين النور والظلام مملكة بابها
أنا
مفتاح السؤال فيها
ومفترق الطرق.
كما راقني استعمال كلمة أنا في نفس المقطع حيث جعلها مفصلا بين سطرين تكون تابعة للسطر الأول وتابعة للسطر اللاحق:
بين النور والظلام مملكة بابها
أنا
مفتاح السؤال فيها
ومفترق الطرق.
فهو باب مملكة التجلي، وهو مفتاح السؤال، الذي هنا يقودني عبر تناص خفي إلى قصة السؤال: ما مفتاح الجنة؟
وجنة الفرد في الدنيا يحملها في داخله لأن الجمال كما تقرر مارجريت وولف هانجرفورد: الجمال والحق والعدل والإنصاف جميعها تكمن في عين من ينظر إليها.
في المقطع الثاني يفتح الشاعر إحالات عدة إلى يوسف وموسى ونوح عليهم السلام، حيث التناقضات الماء والنار، حيث لا تعرف بالضبط هل نتحدث عن وجهين لشيء واحد أم التناقضات تجتمع في القطعة الواحدة:
هاته الإحالات يجعلها منصة انطلاق إلى فكرة أنه لا يمكن حصره في مكان لهذا عليه أن يلجأ إلى قلبه ليراه، فالله لا يُرى إلا بالقلب فقط:
ولا بين أعمدة المعابد تراني
في قلبك
أنا والله
معاً
لا صراع ولا جدل
لك الطريق
خطوة واحدة
وتعرفني
عليه فقط بخطوة واحدة جريئة لكي يراه، لكنها خطوة يُقال عنها ما قال همنغواي عن الكتابة: عملية سهلة غير أنها في الواقع أشق عمل في العالم.
بين الشاعر والمتلقي تمازج يظهر في أن الأول يصنع النص والثاني يعيد تشكيله بما يراه، إنه تبادل الممالك أو تبادل الأدوار شبيه جدا بالخداع الذي يمارسه الموضوع والخلفية على مبادئ الجاشطلت، هذا ما يقوله محمد حربي في المقطعيين المواليين من:
دمٌ مصفودٌ منبجسٌ
من بئرٍ مخضَّبة بالشرايين
تسحب الروح
إلى ناحية الجسد
في كل حشرجة دم أوطريق مماثل
**
بيني وبينك المرآة
والجدار لا يعرف سوى تحنيط الصور
فادخلْ مملكتي أدخلُ مملكتَك
ولا تبارزْني بما لا ترى
ثم تتعدد الصور بأشكال بارعة لنفس المضمون كأنك تقرأ متعدد، وفي الحقيقة تكرار لنفس الموضوع، ليخبر أنه لا شيء مما يُرى ويُعرف، مما تدركه الحواس، هاته الحواس مادية بحتة لا يمكنها معرفة الماوراء، وهذا الكون لا يمكن أن يكون فيزيقا فقط.
على المتلقي أن يجد حاسة سادسة يمكنه بواسطتها الإدراك، الإدراك لماوراء الحواس، حتى يتمكن من: أعرف سر الخلاص المُلْقَى في البحر.
كل الأسرار يكمن حلها بألفاظ يسمونها كلمات كنهها المحبة الطاغية، فمن يريد الوصول والارتقاء عبر المراتب، عليه أن يلج الباب بين العالمين ليحصل على القرب:
وهناك أنتظرك سماداً لحقل فسيح يسمونه
الكلام
وناراً مشتعلة يسمونها العِشق
فادخل واقترب.
جعل الدخول الناتج عن الخطوة الأولى الشجاعة تـُغنِم الاقتراب، ليفتح تناصا لمجال قرآني لسورة العلق، حيث بدايات العلم الإلهي ورحلة التنوير، وتحرير العقول الناس من الناس.
يخرج في نهاية المطاف كما بدأ أنه من الأصل تراب، تراب صار هو، صار شاعرا، كما صار الرماد رمحا، وكما اثمرت الشجرة نارا ونورا:
قدّستَ رمادي ونفختَ فيه حتى استوى على الارض رُمحاً
طارَ الذي كان في المرايا
وعلى الماء أرض تترنّح سَكْرَى
وفي الموسيقى أعودُ بلا شياطين تعطّلَت عن العمل
وشجرتي تثمر نارا ونورا
وأنا من تراب.

شجرة الغواية
***
لن تجدني في كتاب
ولا مقهى أو جدار
يلُمُّ دُخاني المقدس
ليس من طبيعتي الحديث
عن الماضي
أنا صيرورة التراب
بين النار والعدم
بين النور والظلام مملكة بابها
أنا
مفتاح السؤال فيها
ومفترق الطرق
***
لا تبحثْ عنّي في الأخبار القديمة
لست في بئر تخطف الأنبياء رهناً
وتعشق ناراً على جبل.. تغوي نبياً يحمل الماء
ولا بين أعمدة المعابد تراني
في قلبك
أنا والله
معاً
لا صراع ولا جدل
لك الطريق
خطوة واحدة
وتعرفني
***
دمٌ مصفودٌ منبجسٌ
من بئرٍ مخضَّبة بالشرايين
تسحب الروح
إلى ناحية الجسد
في كل حشرجة دم أوطريق مماثل
**
بيني وبينك المرآة
والجدار لا يعرف سوى تحنيط الصور
فادخلْ مملكتي أدخلُ مملكتَك
ولا تبارزْني بما لا ترى
***
لستُ ثعبانَ الأساطير القديمة
ولا قمرًا توحّشَت حولَه الغابة
شجرة شجرة
فاضطجع على تلّتين
ترتعشان بما تبقّى
من هَسيسِ ملائكة نالوا البركة قبلي
***
نباحُ الكلبُ ليس صَوتي
ولا الذئبُ العقورُ هُويّتي
وصهيل جوادٍ ضالٍ في البريّة
لا ينتمي لنَسَبي
وليس الخلاء
موطني
فحاذرْ صورَكَ في المرايا
حين تجفّ المياهُ منها
وتتشقق الوجوهُ في الطلاء
**
عنّي لا تسَلْ كاهناً
أو ساحراً
لا يعرفان سرّ اللغة
ولا أرجوحة الحروف
حين التحام المعنى
بالمعنى والدم قربانٌ يتعثرُ في خُطى المؤمنين
***
أعشق النسور
لأنها تأكل الخبيث
وأخشى صقور البرّ
والنوارس
ودم القتيل نسَبٌ ممتدٌ
في الطَّواطم
كنقلةِ الريح إلى الريح
حتى يعود جسداً
مكتمل البهاء
فيعرف الدمُ لغةَ الصمت
ويرضى بساريةٍ ملونةٍ
بديلاً عن وطن
***
أعرف سر الخلاص المُلْقَى في البحر
إنه رد الماء للماء
وديعة تعود إلى أصلها
لتبقى السلالة ويعود الخلاص
في رحِمٍ آخر
وهكذا يضع الماء أوزارَه
في محيط الأبد
فتتجمّع الأمشاجُ
مَشيمةً
مشيمةً
بلا عيون
تفتش عن ذنوب
في الطين تختَمر
وهناك أنتظرك سماداً لحقل فسيح يسمونه
الكلام
وناراً مشتعلة يسمونها العِشق
فادخل واقترب
***
قدّستَ رمادي ونفختَ فيه حتى استوى على الارض رُمحاً
طارَ الذي كان في المرايا
وعلى الماء أرض تترنّح سَكْرَى
وفي الموسيقى أعودُ بلا شياطين تعطّلَت عن العمل
وشجرتي تثمر نارا ونورا
وانا من تراب
من مجموعة "يوميات شيطان متقاعد" قيد الكتابة.

مواقع الأدب والشعر

موقع القصة العربيةتبقى الكتابة هماً ورسالة
رابطة الأدب الإسلامي العالميةشبكة صوت العربية
اتحاد الكتاب العربمجلة أنهار الأدبية
رابطة أدباء الشامخميسية الوفاء
الطيب للأداب والثقافة الإسلاميةموقع عميد الكتاب
موقع الشاعر باكثيرعجائب من العربية
سلسلة الاثنينيةقصر الحومة الثقافي
دليل أعضاء اتحاد الكتاب في سوريةموقع الشنكبوتية
قسورة الأدبيالنادي الأدبي بالباحه
نادي جازان الأدبيموقع سرد

شبكة الأدبيةأبيات.كم - موقع الشعر و الشعراء
مجموعة النداوي الشعبيةموقع ضفاف
وكالة أنباء الشعر العربيشبكة الشعر
ديوان شعراء الحريقجائزة البابطين للإبداع الشعري
روض الشعر والنثرسوالف ليل
ألق الشعرشعر البادية
موقع محمد القرنيالشاعر محمد الشنقيطي
موقع الشاعر مزهر الشهريشعر وشعراء من سدير
نونة للشعر الشعبيشعر وذكريات مسعود الفيفي
أبيات القصيدالموسوعة العالمية للشعر العربي
القصيد للشعر والشعراءدواوين النشاما
الشاعر ناصر الفراعنةبيت الشعر اليمني
شاعر العربشبكة الشاعر نا صر الزغيبي
قناة الساحة الفضائية

مواقع لتحميل البرامج المجانية


موقع المشاغب للبرامج

برامج بوابة العرب

الريان نت للبرامج المعربة

إقلاع سوفت للبرامج

برامج نت للبرامج الكاملة

برامج الجياش

برامج جي سوفت

شبكة داونلود العرب

شبكة البرامج العربية والمعربة

مكتبة برامج عربية

مواقع البرامج المجانية

المكتب العربي للبرمجيات

المعالم للحاسب الآلي

شيروير (E)

سي نت (E)

داون لوود (E)

سي دي روم (E)

جمبو (E)

موقع العاب (E)

اراسوفت لبرامج الكمبيوتر

برامج علم الفلك (E)

مواقع البرامج الهندسية (E)

ProgramFiles

SoftwareSeeker

VersionTracker

اي تي برو (E)

webattack

softpile

نوافذ عربية للبرامج

شبكة غانو للبرامج الشاملة

الارشيف للبرامج المجانية

برامج ماكس

مجمع البرامج

كل البرامج

أحدث البرامج

مدونة برامجكم

موقع برامج

معا سوفت

شبكة الفارس للبرامج

الأمانة العامة للحكومة و الجرائد الرسمية

الأمانة العامة للحكومة و الجرائد الرسمية





الأمانة العامة للحكومة
رئـاسـة الجـمـهـوريــة

 الجريدة الرسمية


الأمانة العامة للحكومة : جهاز دائم في رئاسة الجمهورية يكلّف أساسا بتنسيق النشاط القانوني الحكومي. وهي تشكل قاعدة تنظيم النشاط القانوني للدولة. وانطلاقا من هذا المفهوم، وبحكم القوام المعتبر الذي خوّلته الدولة دائما للأمانة العامة للحكومة، فإنها شهدت منذ إنشائها غداة استقلال البلاد، نشاطا مكثفا.
وبالفعل يعود إليها الفضل في كونها وضعت بواسطة المناشير والتعليمات، تحت ختم رئاسة المجلس إجراءات وكيفيات إعداد النصوص التّشريعية والتنظيمية من حيث تقنيات الصياغة القانونية والمصطلحات، واحترام معايير وإجراءات التشاور الوزاري المشترك، وسهرت على احترام هذه الإجراءات باستمرار.

موقع الأمانة العامة للحكومة + موقع الجريدة الرسمية بالعربية :


موقع الأمانة العامة للحكومة بالفرنسية + تحميل الجريدة الرسمية بالفرنسية :


موقع الأمانة العامة للحكومة بالانجليزية + تحميل الجريدة الرسمية بالانجليزية  :

مراسلة الموقع عن طريف البريد الالكتروني :



عنوان الأمانة العامة للحكومة:
سـاحـة الصديـق بن يـحيـا - الـمراديـة
 الـجزائـر

هاتـف الأمانة العامة للحكومة :
 021.68.65.50

الأقسام الأساسية للموقع :


الترتيب العالمي للموقع على الأنترنت :
Alexa Certified Traffic Ranking for http://www.joradp.dz 
صورة لموقع الجريدة الرسمية و موقع الأمانة العامة للحكومة :

موقع نتائج شهادة البكالوريا لسنة 2016 BAC

موقع نتائج شهادة البكالوريا لسنة 2016 BAC

نتائج البكالوريا سنة 2016 من هنا :

وزارة التكوين و التعليم المهنيين

وزارة التكوين و التعليم المهنيين

وزارة التكوين و التعليم المهنيين

موقع وزارة التكوين و التعليم المهنيين بالعربية على الأنترنت :

موقع وزارة التكوين و التعليم المهنيين بالفرنسية على الأنترنت :

عنوان مقر وزارة التكوين و التعليم المهنيين :
شارع الاخوة عيسو بن عكنون- ولاية الجزائر.

رقم هاتف وزارة التكوين و التعليم المهنيين :
021-91-15-03 / 021-91-16-42

رقم فاكس وزارة التكوين و التعليم المهنيين :
021-91-22-66

البريد الالكتروني لوزارة التكوين و التعليم المهنيين :

الأقسام الرئيسية لموقع وزارة التكوين و التعليم المهنيين :
 صورة لموقع وزارة التكوين و التعليم و المهنيين :

وزارة الشباب و الرياضة

وزارة الشباب و الرياضة

وزارة الشباب و الرياضة

موقع وزارة الشباب و الرياضة على الأنترنت باللغة العربية :
موقع وزارة الشباب و الرياضة على الأنترنت باللغة الفرنسية :

عنوان مقر وزارة الشباب و الرياضة :
3 شارع محمد بلوزداد, الجزائر

هاتف وزارة الشباب و الرياضة :
021-68-33-50

فاكس وزارة الشباب و الرياضة :
021-58-77-78

الأقسام الرئيسية لموقع وزارة الشباب و الرياضة :